الخميس، 19 فبراير 2009

ايران ابطأت التوسع في التخصيب الذري بدرجة ملحوظة لكن مخزونها تزايد

فيينا (رويترز) - قال تقرير للوكالة الدولية الطاقة الذرية حصلت عليه رويترز يوم الخميس ان ايران ابطأت بدرجة ملحوظة التوسع في برنامجها لتخصيب اليورانيوم لكنها زادت من مخزونها من الوقود النووي.

واضافت الوكالة ان ايران زادت عدد اجهزة الطرد المركزي التي تنقي اليورانيوم بمقدار 136 جهازا فحسب من 3800 جهاز في نوفمبر تشرين الثاني.

وقال مسؤول كبير بالامم المتحدة "نلاحظ ان ايقاع تركيب ووضع أجهزة الطرد المركزي في وضع التشغيل قد تباطأ بدرجة ملحوظة منذ اغسطس."

لكن ايران أعلنت ان مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب زاد الى 1010 كيلوجرامات من 630 كيلوجراما في نوفمبر تشرين الثاني و480 كيلوجراما في اغسطس اب. ويشير ايقاع زيادة الانتاج الى ان أجهزة الطرد المركزي الموجودة تعمل بقدرة أعلى من ذي قبل.

وحثت الولايات المتحدة ايران على التخلي عن انشطتها لتخصيب اليورانيوم وقالت ان رفض طهران الاستجابة على نحو بناء لطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشان برنامجها "يثير قلقا بالغا".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جوردون دوجويد للصحفيين في واشنطن "اننا نعتبر هذا التقرير فرصة اخرى مهدرة لمعالجة المخاوف الدولية."

واضاف قوله "في غياب اذعان ايران لالتزاماتها النووية الدولية والشفافيه في التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فانه لا يمكن للمجتمع الدولي ان يشعر بالثقة بان البرنامج النووي لايران ذو طبيعة سلمية خالصة."

وتقول ايران انها تنتج الوقود النووي فقط للاستخدام المدني في توليد الطاقة. وتشتبه القوى الغربية في ايران بسبب سجلها بفرض سرية على برنامجها النووي والقيود التي تفرضها على تحركات مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ويقدر محللون غربيون خبراء في عدم الانتشار النووي ان هناك حاجة الى بين 1000 و1700 كيلوجرام كأساس لتحويلها الى يورانيوم عالي التخصيب وهي الدرجة المناسبة لصنع قنبلة نووية واحدة ويمكن لطهران ان تصل الى هذا المستوى خلال بضعة أشهر.

لكن محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية قال هذا الاسبوع ان ايران ستحتاج الى فترة تتراوح بين عامين وخمسة اعوام قبل ان تصبح قادرة فنيا على انتاج اسلحة نووية اذا اختارت ذلك.

وقال تقرير الوكالة ايضا ان ايران رفضت السماح لمفتشي الوكالة التابعة للامم المتحدة باجراء فحص لتصميم مشروع مفاعل اراك الايراني الذي يعمل بالماء الثقيل في يناير كانون الثاني وشيدت قبة فوقه لتمنع الاقمار الصناعية من التقاط صور للمنشأة.

وقال التقرير بصورة عامة ان ايران لا تزال تقاطع محققي الوكالة الدولية الذين يبحثون في مزاعم المخابرات بشأن نشاط سري سابق لطهران بشأن قنبلة ذرية حيث امتدت الازمة الصامتة لاكثر من ستة اشهر حتى الان.

واضاف انه ما دامت ايران تمتنع عن تقديم الوثائق وعن السماح بمقابلة المسؤولين الايرانيين ذوي العلاقة وعن زيارة المواقع محل التحقيق فان الوكالة لن تصبح قادرة على التحقق مما اذا كانت نشاطات ايران النووية سلمية ام لا.

وليس من المرجح حدوث تقدم في تحقيق الوكالة الدولية الذي تعتبره ايران جائرا وناتجا عن ضغوط امريكية قبل ان تعرف ايران ما سيقدمه الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما بموجب سياسته المعلنة بالتعامل مع الخصوم.

وقال التقرير انه الى جانب 3936 جهازا للطرد المركزي تقوم بتخصيب اليورانيوم فان هناك 1476 جهازا اخر تقوم باجراء اختبارات جافة اي بدون مواد نووية في داخلها و125 جهازا اخر تم تركيبه لكنها لا تعمل.

وقال البرادعي يوم الثلاثاء ان ايران لم تضف اعدادا من اجهزة الطرد المركزي كما كان يمكنها ان تفعل في الاونة الاخيرة ويرجح ان السبب في ذلك سياسي وليس تقنيا.

وكان يشير بذلك الى توقعات بان ايران تريد ان تقدم لاوباما غطاء سياسيا لاجراء محادثات ولا تثير احتمالات فرض عقوبات اشد من الامم المتحدة بشأن رفضها لتعليق التخصيب وهي تقنية يمكن ان تنتج وقودا لمحطات الطاقة النووية او ربما لصنع القنابل.

وقال علي أصغر سلطانية سفير ايران لدى الوكالة انه لا يرى أي تباطؤ في جهود ايران النووية لانه "يجب ان ترون الصفقة بالكامل" بما في ذلك التجارب في وحدة تجريبية لنموذج متقدم من أجهزة الطرد المركزي قادرة على تخصيب اليورانيوم على نحو أسرع كثيرا.

وتخشى قوى غربية من ان ايران قد تستخدم مفاعل اراك في استخراج بلوتونيوم من قضبان الوقود المستنفد كمصدر اخر لوقود قنبلة نووية. وتقول ايران ان المجمع مصمم لانتاج نظائر مشعة للاستخدام في الطب والزراعة.

وقالت بريطانيا ان التقرير أوضح ان ايران لم تعلق الخصيب وان لندن تشعر بالقلق من ان ايران رفضت دخول مفتشين الى مفاعل اراك.

من مارك هاينريك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق