الثلاثاء، 11 مايو 2010

الاغنية الواحده ومطرباتها وجيل وراح

مطربات الأغنية الواحدة.. جيل وراح

قبل الأزمة الاقتصادية، وقبل أن تنتشر القرصنة الآن وتلغي سوق الكاسيت، كانت الفرص أكثر، وكان السوق الغنائي يتحمل الأعداد والألوان الغنائية المختلفة كما كان الجمهور في حالة استعداد لاستقبال وجوه جديدة، وهي الفترة التي فتحت باب الساحة علي مصراعيه ليستقبل أسماء جديدة.. وأشكالاً مختلفة.. وهي «الأشكال» التي لم تستطع الصمود مع تغيرات السوق.. مطربون ومطربات كثيرون.. دخلوا الوسط بأغنية واحدة ضاربة «كسروا بيها الدنيا» وأصابهم العجز الفني، فلم يستطيعوا إنجاز أغنية أقوي أو تسويق أنفسهم، أو حتي الاستمرار والمحافظة علي أسمائهم في السوق بتوازن، أسباب كثيرة جعلت نجاح كل منهم ملخصاً في أغنية واحدة جميلة، غادرت الساحة بعدها.

علي رأس قائمة مطربات الأغنية الواحدة تأتي ليندا فهمي، التي رغم عدم نجاحها كمغنية، إلا أن اسمها معروف في سهرات المجتمع، فبدايتها فقط بالأغنية الكوميدية «أوي أوي» كان سبب في تعلقها بأذهان الناس، وكانت بوابة أخري لها لتدخل قائمة مشاهير المجتمع في مصر، ورغم أن نشاطها الغنائي يكاد يكون معدوماً، إلا أنها مازالت منتظرة الفرصة لتعود «أوي أوي».

هناك أيضاً ايمي التي اشتهرت بأغنبة «بعشق كلمة لأ» وكانت لتوها عائدة من الخارج بصحبة والدتها التي أنتجت لها، ولكن ايمي بزواجها وانجابها، وتغلغلها في الأوساط المجتمعية، عادت لتشعر بالملل من الوسط، ولم تعد تملك الحماسة لصناعة أغنية جميلة، فاكتفت بحبها للغناء من بعيد لبعيد بعد ألبومها الوحيد.

في منطقة الدراما لا أحد ينسي أغنية «آدي اللي كان» لصاحبتها عليا التونسية التي صورت كليباً درامياً «علق» مع الناس لفترة، ولكنها لمشاكل إنتاجية تراجعت عن فكرة الاحتراف رغم أنها تعاقدت في مايو 2004 مع المنتج محسن جابر علي عقد بثلاث سنوات يصدر فيها 3 ألبومات.. لا يعرف أحد عنها شيئاً.

هناك أيضاً رنين الفلسطينية الجنسية واسمها الحقيقي رشا، التي أصدرت ألبوماً واحداً في أوائل 2005 ، نجحت منه أغنية واحدة هي «حبيب قلبي» كونها كانت ألحان رحيم وتوزيع محمد مصطفي، وكانت وقتها رنين عمرها 19 عاماً وتعاقدت مع شركة ميجا ستار، ولكن رغم موهبتها ورغم أنها كانت تملك كل السبل للاستمرار كون والدها هو عاطف عكاشة أمين سر اتحاد الفنانين الفلسطينيين، إلا أنها مثل غيرها اختفت خلال شهور ولم تعد مرة أخري، ومثلها تقريباً كارين نوالي التي كانت من القلة الموهوبات، حيث أنتج لها منتج مغمور اسمه أحمد السيد، ألبوماً كاملاً في مطلع 2005 بعنوان «ألف وعد» نجحت منه أغنية «راح وغاب» التي كانت نسخة من سميرة سعيد شكلاً وحركة وملامح وأداء، وهو الشبه الذي ساهم في نجاحها بشكل غير مقصود، ولكن غابت بعده كارين بسبب مسئولياتها الأسرية، وكسل منتجها.

وهناك أيضا سارة سعيد التي انطلقت من مسابقة «ستار ميكر» التي كانت أول وأهم مسابقة للمواهب في مصر، قبل ظهور ستار أكاديمي بسنوات أيضاً، سارة التي نجحت بتعريبها لأغنية «جلوريا جاينور» وغنتها بالعربية بعنوان «أنا عايزة أعيش»، خرجت من ستار ميكر لتتعاقد علي ألبوم غيرت فيه شكلها في محاولة للمفاجأة، ولكن لم تضرب أغنية واحدة من ذلك الألبوم مثل الأغنية التي صنعت نجاحها في ستار ميكر.. واختفت سارة سعيد.

وفي تلك الفترة ظهرت ثلاث مطربات باسم هبة، واحدة منهن كانت مع المنتج ياسر حسنين وبخلاف معه توقفت عن الغناء، والثانية مع محسن جابر، والثالثة كانت تنتج لنفسها، منهم هبة صاحبة أغنية «آخر واحد»، وهبة يوسف صاحبة أغنية «كل ده ليه».

نموذج آخر نادر هو «جيسي» صاحبة أغنية «فيها حاجة دي» التي قدمها جميل جميل المغازي، واسمها الحقيقي ياسمين وكانت تقطن الاسكندرية ولها تجارب في السينما بسيطة، ولكنها بعد ارتباطها بالزواج، قررت فجأة الغناء لتقدم تلك الأغنية الضاربة، وتختفي.

في 2005 ظهرت مغنية اسمها دارين، أطلقت كليباً لأغنية راقصة تحولت لشهور طويلة لرنة موبايل وهي «ايوة ايوة» التي أيضاً كانت في قائمة المفضلات عند كل دي جي وقتها.

وفي 2006 ظهرت كارثة لبنانية اسمها دانا غنت بمنتهي الفخر وانعدام الموهبة «مين ده اللي ما يعرف دودو»، وبعد حوادث كوميدية في حياتها مع تصريحات غير منطقية استمرت طوال الثلاث سنوات السابقة، اختفت أخيراً دانا بعد زواجها وانجابها، لترحم الجماهير من موهبتها الفذة في الكوميديا الغنائية.

وعلي النقيض تماماً ظهرت كاميليا التي تكاد تكون الأكثر موهبة في كل القائمة السابقة، فهي صاحبة الصوت الذي أعاد الراحلة التونسية ذكري للأذهان، واستطاعت كاميليا أن تضرب بأغنية «سيبتك» التي صنعت لها سمعة خارج الوطن العربي أيضاً، وبألبومها الوحيد وتلك الأغنية الضاربة أصبح لها جماهير عريضة، تلك الجماهير لم تكن شفيعاً عند منتجها الذي صنع من نجوميتها مأساة، واحتجزها وقرر الاحتفاظ بموهبتها في خزنته لطرحها في وقت آخر واستخدامها كسلاح تهديد للموهوبات علي الساحة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق